إزاي أخلي ابني يسمع الكلام من غير ما أزعق؟
إزاي أخلي ابني يسمع الكلام من غير ما أزعق؟
كتير من الأمهات والآباء بيسألوا: “هو ليه ابني مابيسمعش الكلام غير لما أزعق؟!”، وساعات بنحس إن الزعيق هو الوسيلة الوحيدة عشان الطفل ينفّذ اللي إحنا عايزينه. بس في الحقيقة، الزعيق ممكن يكون ليه آثار سلبية على نفسية الطفل وعلى علاقتنا بيه. في المقال ده، هنتكلم عن إزاي نخلي أولادنا يسمعوا الكلام من غير ما نوصل للزعيق، ونعرف الطرق اللي تخلي العلاقة بينا وبينهم تبقى مبنية على الاحترام والتفاهم مش على الصريخ والتوتر.
ليه الأطفال ساعات ما بيسمعوش الكلام؟
قبل ما نعرف الحل، لازم نفهم السبب الطفل لما مش بيسمع الكلام مش معناه إنه عنيد أو بيستفزك، لكن ممكن يكون فيه أسباب تانية زي:
1. مش مركز: ممكن يكون بيلعب أو سرحان ومسمعش الكلام من الأساس.
2. مش فاهم الطلب: ساعات بنطلب حاجات معقدة أو بطريقة مش واضحة.
3. محتاج اهتمام: ممكن يكون بيجرب يشد انتباهنا لأنه حاسس إننا مش واخدين بالنا منه.
4. متعود على الزعيق: لو دايمًا مابنطلبش منه حاجة إلا بصوت عالي، هيتعود إنه مش بيتحرك إلا لما نزعق.
5. حاسس بالتحكم الزيادة: لما الطفل يحس إن كل حاجة بيتقال له يعملها من غير ما يكون له رأي، ساعات بيرفض يسمع الكلام كنوع من المقاومة أو التأكيد على استقلاليته.
إزاي أخليه يسمع الكلام من غير ما أزعق؟
1. اتأكدي إنه سامعك ومركز معاكي
قبل ما تطلبي من ابنك يعمل حاجة، انزلي لمستواه، ابصي في عينه، ولمسيه لمسة خفيفة على إيده، وقولي له بهدوء: ” بصلي كده… عايزاك تعمل كذا”. الطريقة دي بتخلي الطفل يحس إنك بتكلميه بشكل مباشر ومحترم، وده بيزيد فرص إنه يستجيب. خلي دايمًا نبرة صوتك هادية، وما ترفعيش صوتك إلا في حالات الخطر.
2. خليه يشارك في القرار
الأطفال بيحبوا يحسوا إن ليهم رأي، مش إن الأوامر بتنزل عليهم من فوق. بدل ما تقولي له “لم لعبك حالًا”، جربي تقولي: “تحب تلم لعبك دلوقتي ولا بعد ما تخلص الفيلم؟”. كده انتي بتحطي قواعد، بس بتديه مساحة إنه يختار.
كمان ممكن تديه مسئوليات صغيرة تناسب سنه، زي إنه يختار هدومه أو يساعدك في تحضير السفرة، وده هيخليه يحس بثقة في نفسه ويستجيب أكتر للكلام.
3. استخدمي لغة بسيطة وواضحة
بدل ما تقولي جمل طويلة زي: “مش المفروض إنك تسيب شنطتك في نص الصالة بالشكل ده، ده منظر مايصحش”، قولي ببساطة: “يا كريم، شيل شنطتك وحطها مكانها لو سمحت”. كل ما كانت الجملة قصيرة ومحددة، كل ما الطفل فهم بسرعة ونفّذ.
4. ثبتي القواعد وحددي التوقعات
القواعد الثابتة بتخلي الطفل حاسس بالأمان، وبتوفر عليه حيرة كل مرة. مثلًا:
قبل ما نخرج، نفتكر الطفل بالقواعد: “إحنا هنروح مشوار، وعايزاك تكون هادي، وما تجريش بعيد عني”.
قبل النوم: “دلوقتي وقت النوم، بعد القصة هتنام من غير مقاومة، تمام؟”.
قبل ما يلعب بالتابلت: “الوقت نص ساعة، وبعدها هنبطّل. لو خلص الوقت وطفيناه من غير زعل، نقدر نلعب تاني بكرة”.
5. امدحي السلوك الإيجابي
المدح بيغذي ثقة الطفل في نفسه. بس كمان مهم نمدح السلوك مش الشخص، يعني بدل ما تقولي: “انت شاطر”، قولي: “أنا فخورة بيك علشان رتبت سريرك لوحدك”. ده بيخلي الطفل يربط السلوك بالنتيجة الإيجابية، مش بس بالكلام الحلو.
6. استخدمي العواقب المنطقية
يعني بدل ما تعاقبيه بطريقة عشوائية، خليه يفهم نتيجة تصرفه. مثلًا:
لو رفض يلم لعبه، قولي له: “اللعب اللي مش هتتلم، هنشيلها يوم كامل”.
لو ضرب أخوه، العاقبة تكون إنه يعتذر ويصلح الغلط، مش إنه يتحرم من حاجة ملهيش علاقة.
7. اتجنبي الأوامر المتتالية
لو قلتي للطفل كذا طلب في نفس الوقت، هيتلخبط وممكن ما يعملش أي حاجة. قسّمي الطلبات خطوة خطوة، وامدي له وقت إنه ينفذ كل حاجة. وممكن تستخدمي أسلوب الأسئلة بدل الأوامر، زي: “ممكن توريلي مكان الشنطة فين؟”، بدل: “حط شنطتك مكانها”.
8. خصصي وقت للعب والاهتمام
قضاء وقت ممتع مع الطفل، سواء لعبة سريعة، أو حوار بسيط قبل النوم، بيقوي العلاقة بينكم. لما يحس إنك قريبة منه، هيكون أكثر استعدادًا يسمعك، لأنه مش شايفك بس مصدر للأوامر.
9. افهمي مشاعره
لو ابنك بيرفض يسمع الكلام، اسألي نفسك: هو حاسس بإيه؟ زعلان؟ متضايق؟ تعبان؟ لما تحاولي تفهمي مشاعره وتعبريله عنها، هيحس إنك جنبه، مش ضده، وده هيساعده يستجيب أكتر.
اسأليه: “انت زعلان؟ فيه حاجة مضايقاك؟”، واديله فرصة يعبر. سعادته مش بس في إنك تجاوبي، لكن في إنك تسمعي.
الزعيق بيأثر إزاي على الطفل؟
الزعيق مش بس بيضايق الطفل في اللحظة، لكنه بيأثر على نفسيته وثقته في نفسه على المدى الطويل. الطفل اللي دايمًا بيتعرض للزعيق ممكن يحس إنه دايمًا غلطان، وإنه مش محبوب إلا لما يكون مطيع. وده بيأثر على علاقته بنفسه وبالناس.
كمان، الزعيق المستمر ممكن يخلي الطفل يبدأ يقلد نفس السلوك، ويزعق هو كمان لما يتضايق. يعني بدل ما نصلح السلوك، بننقل العصبية لأجيال تانية.
أعمل إيه لما أفقد أعصابي؟
مفيش أم أو أب كامل. طبيعي إننا نتعب ونتعصب. المهم هو إزاي نتصرف بعد كده:
خدي نفس عميق، وامشي بعيد عن الموقف لو تقدري.
لما تهدي، ارجعي لطفلك واعتذري عن العصبية، ووضحي إنك كنتي مضغوطة.
كده بتعلميه إن الاعتذار مش ضعف، وإن المشاعر الطبيعية لازم تتعامل بهدوء.
مفيش طفل بيتولد وهو بيعرف يسمع الكلام من أول مرة. دي مهارة بنتعلمها ونعلمها. وسر النجاح مش في الزعيق ولا العقاب، لكن في التواصل والتفاهم والصبر. لما نتعامل مع الطفل باحترام وهدوء، بنعلمه يسمعنا بإرادته، مش بالخوف. وكل ما العلاقة كانت فيها حب واهتمام، كل ما الطفل استجاب أكتر وبدون عناد.
وافتكري دايما، الهدف مش إن الطفل ينفّذ كلامك دلوقتي وبس، لكن إنك تربي إنسان واثق في نفسه، بيعرف يتواصل باحترام، ويكبر وهو حاسس بالأمان والحب.
اقري عن : الخوف عند الأطفال: إزاي نساعدهم يتغلبوا عليه؟