Uncategorized

إزاي أشجع طفلي يحكيلي كل حاجة بيعدي بيها من غير ما أطلب؟

إزاي أشجع طفلي يحكيلي كل حاجة بيعدي بيها من غير ما أطلب؟

كل أم وأب بيتمنوا إن ابنهم أو بنتهم يحكوا لهم كل حاجة بتحصل معاهم، سواء في المدرسة أو مع صحابهم أو حتى مشاعرهم الداخلية. بس الحقيقة إن كتير من الأطفال بيكتموا جواهم وبيبقوا مش مرتاحين إنهم يشاركوا، وده ساعات بيخلينا نسأل: “هو ليه مش بيحكيلي؟” أو “أعمل إيه علشان يبقى دايمًا بيشاركني؟”. في المقال ده، هنتكلم بالتفصيل عن خطوات عملية وبسيطة تشجعي بيها ابنك أو بنتك يفتحوا قلبهم ليكي من غير ما تضطري تسأليهم أو تزنّي عليهم، وبشكل يبني علاقة صحية وقوية بينكم.

ليه الطفل ممكن مابيحكيش؟

قبل ما نعرف إزاي نخليه يحكي، لازم نفهم هو ليه مش بيحكي أصلاً. الأسباب ممكن تكون:

1. خايف من رد الفعل: ساعات الطفل بيبقى جرب قبل كده لما قال حاجة اتعاقب أو اتخانق، فقرر يسكت بعد كده.

2. حاسس إنه مش هيتفهم: لو بيحكي ومفيش إنصات، أو بيلاقي ردود فيها استهزاء أو تقليل، مش هيكررها تاني.

3. مش متعود على الكلام: الطفل اللي اتربى في بيئة مفيهاش حوار، صعب يتعود يحكي من نفسه.

4. شايف إنك مشغولة أو زهقانة: الأطفال بيقروا ملامح الوش ونبرة الصوت، ولو حس إنك مش متاحة، مش هيحاول.

5. اتقال له قبل كده: “ما تقولش كلام زي ده” أو “مافيش وقت للكلام ده دلوقتي”، فبقى حاسس إن كلامه مش مهم.

طيب أعمل إيه؟ خطوات عملية لتشجيع الطفل على الفضفضة

1. خصصي وقت يومي للكلام (حتى لو بسيط)

اعملي وقت ثابت يوميًا، حتى لو ١٠-٢٠ دقيقة، تكوني فيه مركزة معاه بس. ده ممكن يكون وقت النوم، أو وإنتوا بتتعشوا، أو وقت تحضير العشا سوا. قولي له: “احكيلي عن أكتر حاجة فرحتك النهارده، وعن أكتر حاجة زعلتك”. مع الوقت هتلاحظي إن الكلام بقى تلقائي.

2. اسمعي من غير مقاطعة أو تعليق سلبي

لما الطفل يبدأ يحكي، سيبيه يكمل حتى لو كلامه مش منطقي أو فيه شوية مبالغات. الهدف مش نصحّح له دلوقتي، الهدف نفهمه. ركزي في كلامه، وابعدي عن الموبايل أو التلفزيون، وبيّني بجسمك ووشك إنك مركزة. استخدمي نبرة صوت هادية وملامح وش فيها تعاطف.

3. رد الفعل أهم من الكلام

لو كل مرة بيحكي فيها بتنرفزي أو بتقولي له “إزاي تعمل كده!” أو “عيب!”، هيكتم. حتى لو هو غلطان، قولي له: “أنا مبسوطة إنك جيت وحكيتلي، إحنا سوا نقدر نصلّح أي حاجة”. ده بيبني الأمان الداخلي عند الطفل.

4. شاركيه بمشاعرك وتجاربك

الطفل بيتعلم بالملاحظة. لو شافك بتتكلمي عن يومك، بتقولي “أنا كنت متضايقة النهارده علشان حصل كذا”، هيتعلم إن التعبير عن المشاعر عادي وطبيعي. خليه يعرف إن الكبار كمان عندهم مشاعر وبيتكلموا عنها.

5. احترمي مشاعره مهما كانت

حتى لو قالك إنه زعلان علشان صاحبه ملعبش معاه، ما تستخفيش. قولي له: “أكيد حاسس بزعل أو إحباط. تحب تحكيلي أكتر؟”. كل شعور عند الطفل هو فرصة للتواصل والتقرب.

6. كوني دايما متاحة وقت ما يحب يحكي

لو جه فجأة وقالك “ماما، عايز أقولك حاجة”، حتى لو كنتي مشغولة، حاولي تأجلي اللي بتعمليه لحظات، وقولي: “أنا معاك، احكيلي”. اللحظات دي بتثبت له إنك دايمًا جنبه.

7. اللعب والرسم وسيلة تعبير قوية

مش كل الأطفال بيعرفوا يعبروا بالكلام. ممكن يرسم، أو يلعب لعبة تمثيل، أو حتى يحكي حكاية عن “ولد صغير حصل له كذا…”، وده بيكون تعبير غير مباشر عن اللي جواه. شاركيه اللحظة دي، وابدأي تسأليه بلطف عن التفاصيل.

8. تجنبي الأسئلة الكتير بعد المدرسة

كتير من الأهالي أول ما الطفل يرجع من المدرسة يقعدوا يسألوه: “عملت إيه؟، أكلت إيه؟، ضربك حد؟”. الأسئلة الكتير ممكن تتعبه. خليه يرتاح، ولما يهدى، قولي له: “أنا مفتقداك، ومبسوطة إنك رجعت، ولما تحب تحكيلي عن يومك أنا هنا أسمعك”.

9. خليه يحس إنه مش هيتحاكم

لو حكالك إنه عمل حاجة غلط، ما تبقيش قاضي! كوني صديق، وحاولي تفهمي ليه عمل كده. اسأليه: “كنت حاسس بإيه؟، إيه اللي خلك تتصرف كده؟، لو رجعنا بيك الزمن، تحب تتصرف إزاي؟”. الأسئلة دي بتعلمه التفكير مش بس الطاعة.

10. قوليله امثلة وسيناريوهات يومية

لو الطفل قالك: “أنا مش بحب صاحبتي في الفصل”، بدل ما تقولي له: “ماينفعش تقول كده”، اسأليه: “فيه حاجة حصلت بينكم؟ تحب تحكيلي؟”

لو جالك متوتر وقال: “أنا خايف أقولك حاجة”، ردي عليه: “أنا موجودة علشانك، ومهما كانت الحاجة، هنحلها سوا”.

لو رسم رسمة فيها ناس زعلانة أو لوّن بلون غامق قوي، ممكن تقولي: “أنا شايفة إن الرسمة حزينة شوية، كنت حاسس بإيه وإنت بترسمها؟”

لو دخل البيت ساكت ومكتئب، بدل ما تقولي له: “مالك ساكت كده؟”، جربي تقولي: “أنا شايفة إنك مش على طبيعتك، لو حبيت تحكيلي أنا جنبك دايمًا”.

لو الطفل عنده صعوبة في التعبير لفترة طويلة

لو لاحظتي إن الطفل ساكت باستمرار، ومش بس مش بيحكي، ده كمان بيتهرب من الكلام أو بيظهر عليه توتر، ممكن تكون دي علامة على احتياج لمساعدة إضافية. ساعتها مش عيب نستعين بأخصائي نفسي للأطفال يساعده يكتشف أدوات التعبير المناسبة ليه.

الطفل لما يلاقي عندك حضن دافي، وأذن صاغية، وقلب مفتوح، هيحس إن البيت هو أمانه الحقيقي. علشان كده مهم نكون قريبين، ومتقبلين، وبنسمع أكتر ما بنتكلم. الفضفضة مش بتتطلب ضغط، هي بتتولد من علاقة فيها حب وتفاهم.

ابنك أو بنتك لما يحكوا لك كل حاجة، مش بس بيرتاحوا، ده كمان بيكبروا وهم واثقين في نفسهم وفيكي. وده من أعظم الهدايا اللي ممكن تقدمينها لهم.

اقري عن : الطفل الوحيد: مميزاته وتحديات تربيته

ابدئي من النهارده، بحب وهدوء، وهتشوفي الفرق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *